
مرصد الأزهر: إسرائيل استخدمت التكنولوجيا والتجسس كأدوات لتدمير الإنسانية خلال حربها مع إيران
أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن بالغ قلقه من التصعيد الأخير في منطقة الشرق الأوسط، مدينًا ما وصفه بـ"الإرهاب الدولي المنظم" الذي مارسه الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهاته مع إيران، والتي اندلعت مطلع القرن الحادي والعشرين. وأكد المرصد أن هذه المواجهة القصيرة زمنًا، تركت تداعيات عميقة وأعادت تشكيل موازين القوى في المنطقة، كاشفةً عن "الوجه الحقيقي" للكيان الإسرائيلي كآلة عسكرية لا تؤمن سوى بلغة الدمار والدماء.
وأوضح المرصد، في تقرير تحليلي، أن تل أبيب لجأت إلى استخدام تقنيات متقدمة في شن سلسلة من الضربات الجوية المتزامنة داخل العمق الإيراني، مستعينة بالذكاء الاصطناعي لتوجيه الضربات بدقة متناهية، وتقنيات الحرب الإلكترونية لتعطيل منظومات الدفاع الجوي وشل الأنظمة الحيوية الإيرانية. وأشار إلى أن هذه الوسائل التكنولوجية حوّلت الآلة العسكرية الإسرائيلية إلى سلاح دمار شامل، في خرق صريح للمواثيق والمعاهدات الدولية.
وأضاف التقرير أن العمليات التي شنتها إسرائيل لم تتوقف عند حدود الهجمات الجوية، بل شملت اغتيالات ممنهجة طالت علماء بارزين وقادة عسكريين، إلى جانب تجنيد جواسيس داخل الأراضي الإيرانية، ما يعكس طابعًا ممنهجًا من الإرهاب والتجسس الدولي.
وأكد مرصد الأزهر أن هذه الممارسات تعكس "خوفًا مستترًا" خلف القوة العسكرية لإسرائيل، وهو الخوف من إرادة الشعوب في المقاومة. ولفت إلى أن كلا الطرفين خرج يدّعي النصر، بينما الواقع يكشف خسائر فادحة على الأصعدة العلمية والمادية والاستراتيجية، إذ فقدت إيران عددًا من علماءها النوويين، وتضررت بنيتها التحتية الحيوية، ما فاقم من الضغوط الاقتصادية الداخلية.
وحذر المرصد من أن المواجهة فتحت الباب أمام تدخلات خارجية قد تستغل الثغرات الأمنية لدى الطرفين، مما يهدد بإدخال المنطقة في حلقة مفرغة من العنف والتوترات المستمرة. كما ندد بسقوط الضحايا من المدنيين، مؤكدًا أن الأطفال والنساء وكبار السن كانوا وقودًا لصراع لا يعرف الرحمة، كما أن هذه الجرائم تغذي خطاب الكراهية وتُسهم في تأجيج التطرف.
وشدد المرصد على أن المواجهة كشفت عن واقع جديد في الحروب الحديثة، قائلًا إن "زمن المعارك التقليدية قد انتهى"، وأن الصراعات المقبلة ستعتمد على التكنولوجيا الفائقة، والهجمات السيبرانية، والعمليات الاستخباراتية، وحروب المعلومات.
واختتم مرصد الأزهر بيانه بالتأكيد على أن ما يجري ليس سوى تمهيد لجولة جديدة أكثر عنفًا، وأن "الهدوء الحالي مجرد استراحة لإعادة ترتيب الأوراق"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الحاسم، وعدم الاكتفاء بالصمت، الذي وصفه بأنه "تواطؤ يمنح الشرعية لإرهاب الدولة". ووجه المرصد نداءً إلى الضمير العالمي قائلًا: "إما أن تواجهوا هذا المشروع التخريبي، أو تتهيأوا لامتداد نيرانه إلى كل بقعة في هذا العالم".
